منارات على الصيد البحري وتربية الاحياء المائية- العدد 8-مارس 2021
سنة مر ّ ت بتحديات وآفاق جديدة ّ
تمــر تونــس كســائر بلــدان العالــم بظــروف صعبــة فــي مواجهــة فيــروس كورونــا المســتجد لمــا لهـذا الوبـاء مـن تداعيـات صحيـة واقتصاديـة واجتماعيـة. ولئـن نجحـت بالدنـا فـي مواجهـة الموجـة األولـى مـن حيـث حصـر انتشـار الفيـروس، فـإن الموجـة الثانيـة كانـت مبكـرة ولـم يتـم السـيطرة عليهـا وتـم تسـجيل العديـد مـن حـاالت اإلصابـة والوفيـات. ّ تمثلت أهم ّ اإلجراءات الوقائية واالسـتباقية في إغالق الحدود وتطبيق الحجر الشـامل ثم الحجر ّ الموجـه وإقـرار جملـة مـن التدابيـر والقـرارات. ونظـرا لالنعكاسـات السـلبية االقتصاديـة واالجتماعيـة ّال ّ تـي تمثلـت فـي تراجـع نسـق النمـو وفقـدان العديـد مـن مواطـن الش ّ ـغل بـات مـن الصعـب تطبيـق ّ الحجـر الشـامل. واختـارت البـاد التّ عايـش مـع هـذا الوبـاء مـع اتّ خـاذ العديـد مـن اإلجـراءات الوقائيـة ّ والصح ّ يـة واالجتماعيـة واالقتصاديـة ترجمتهـا عديـد البروتوكـوالت. ويبقـى للمواطـن دور أساسـي ّ وحسـاس فـي االنتصـار علـى هـذا الوبـاء. ّ قطــاع الص ّ يــد البحــري وتربيــة األســماك ولئــن تأثــر بهــذه الجائحــة كان مــن بيــن القطاعــات التــي ّ سـاهمت فـي توفيـر اإلنتـاج بكميـات معقولـة حيـث تواصـل العمـل بعديـد الجهـات. تأثـرت الصـادرات ّ خاصـة خـال الفتـرة الفاصلـة مـن مـارس إلـى مـاي 2020 ّ جـراء إغـاق الحـدود وتراجـع األسـعار نتيجـة ّ نقـص الطلـب ثـم اسـتعادت الصـادرات نسـقها بدايـة مـن شـهر جـوان. ّ تأثـر المجمـع المهنـي ّ المشـترك لمنتوجـات الصيـد البحـري، كباقـي المؤسسـات بهـذا الظـرف العـام، وحـاول مـن خـال العمـل عـن بعـد ومـن خـال فروعـه الجهويـة أن يكـون قريبـا مـن مشـاغل المهنـة. وقـام المجمـع بإعـداد التقاريـر اإلحصائيـة والتقييميـة النعكاسـات الجائحـة علـى القطاع. ومع إلغــاء أغلــب المعــارض الوطنيــة والدوليــة وتأجيــل عديــد األنشــطة خاصــة منهــا تلــك التــي تتطلــب ّ حضـورا مكثفـا لألشـخاص مثـل النّ ـدوات وورشـات العمـل، تـم اللجـوء إلـى عديـد التقنيـات الجديـدة ّ للعمـل والتّ واصـل عـن بعـد. كمـا وقـع تغييـر فـي شـكل األنشـطة المتعلقـة بالورشـات التكوينيـة أو ّ عـرض نتائـج الدراسـات ومناقشـتها باعتمـاد التكنولوجيـات الحديثـة.